تتوفّر مدينة الهوارية اليوم على كل مقوّمات المدينة السياحية وخاصة السياحة البيئية وسياحة الغوص نظرا لطبيعتها الخلاّبة وسحر شواطئها وصفاء بحرها وثراء مخزونها النّباتي ووجود أرخبيل زمبرة قبالتها، لذلك أصبحت قِبلة المصطافين و السياح.
من أهمّ الآثار في الهوارية المغاور والمحاجر فقد كان سكّانها القدامى يستخرجون الحجارة والرّخام من باطن الأرض وينقلونها عن طريق البحر لبناء البيوت والمعابد في قرطاج وكركوان ولبناء الحصون في مدينة تونس. وقد أطلق عليها القدماء اسم “لاتومي” أي السّجون وتسمّى لحدّ اليوم المغاور وقد صمّمت على شكل آبار تستخرج منها الحجارة أفقيّا عبر فوهة البئر على شكل أعمدة مستطيلة مربّعة الجوانب. ولمّا غزا البيزنطيّون المنطقة استغلّوا تلك المغاور كثكنات تحمي جيوشهم لأنّ جبال الهوارية عرفت بتضاريسها الوعرة.
وفي إحدى المغارات صخرة على شكل جمل جاثم تثير انتباه كلّ زائر، وقد نسجت حولها عدّة خرافات شعبية محليّة
يخّير العديد من متساكني المنطقة السباحة في الشواطئ الرملية على غرار الشاطئ القبلي ومنزل سالم وغيرها من الشواطئ الجميلة الأخرى، غير أن البعض الآخر وخاصة الشبان لا يجدون متعتهم على حبات الرمل الذهبية، ويفضّلون المجازفة بالسباحة في الشواطئ الصخرية... لتبدأ رحلة مغامراتهم مع القفز من أعلى الصخور والغوص في الأعماق.